الجمعة، 9 مارس 2012

تمموا.................لان الله.......


حالة السجن

من عدة سنوات رأيت فيلما مصريا باسم "سوق المتعة" بطولة الفنان محمود عبد العزيز والذي يحكي قصة رجل بسيط اتهم ظلماً في قضية لتجارة المخدرات ودخل السجن لمدة 25 عاماً وبعد ان خرج فوجئ ببعض الاشخاص في استقباله وانهم مستعدين ان يفعلوا له كل ما يريد بالإضافة الى حصوله على ثروة طائلة قد كافئه بها الرجل الذي استحق السجن بالفعل ولكنه في وسط هذه الدهشة والمفاجأة وجد نفسه غير قادرعلى نزع فكرة السجن والذي تعود عليه مدة 25 سنة فاشترى بيت كبير خارج المدينة واحضر زملاء السجن ليعيشوا معه حتى انه احضر واحد منهم هو الاخطر والذي كان يقمعهم في السجن , فالبطل لم يقدر ان يعيش حريته حتى انه في نهاية الفيلم قتل من سجنه.
عندما سقط ابونا آدم في خطيته سقطت معه البشرية بالكامل وحكم عليها بالموت وكأن  الحياة اصبحت فترة سجن قبل تنفيذ حكم الموت، وفي السجن لاقى الانسان جميع انواع الفجور والظلم وغياب العدالة، السرقة والقتل والزنى والكذب وملأت الكراهية الارض في غياب قداسة الله وبره وحضور غضبه على كل الجنس البشري. وفي السجن ايضاً ظلمة فقد تعود البشر الا يروا الحقيقة والا يمارسوا الحق وغاب عنهم النظام وحضرت الهمجية فتعود البشر على العبودية وان يساقوا ممن هم اقوى واحكم حتى أصبح الحاكم هو الحكيم وابليس هو الاله فسجدوا للأوثان وعبدوا المخلوق وتركوا الخالق.
العهد
وكانت فكرة الخلاص عند الله من قبل الازمنة الازلية كما يقول بولس الرسول (تي 1: 2) وتمثلت في العهد مع الانسان ان يكون لهم الها ويكونون له شعباً وتدرجت العهود حتى تجلت في ملء الزمان في شخص يسوع المسيح (غل 4:4) الذي جاء ليخلص ما قد هلك (مت 18: 11) ولقد اخلى نفسه اخذا صورة عبد صائراً في شبه الناس (في 2: 8) وقد وجد في الهيئة كانسان ليخلص المسجونين وينادي لهم بالعتق (اش 61: 1) , لقد جاء الملك ليدين الخطية في الجسد (رو 8: 3) وبذلك هزم المسيح قوى الشر وقيد ابليس ولم يصير للسجان سلطان فيما بعد بل جاء المسيح ليحررنا من سلطان الخطية والموت وانقذنا من الظلمة ونقلنا الى ملكوت ابن محبته (كو1: 13) .ايضاً جاء يسوع المسيح ليحمل عنا عار الخطية وحكم الموت الذي صدر على الانسان فور سقوطه (اش 53: 4-6) وبذلك تحررنا من سلطان الموت لتصير لنا الحياة الابدية. ولقد صالحنا المسيح مع الآب بالصليب, وسكب في قلوبنا محبة روحه القدوس, لنصير محبين لله ومحبين لبعضنا البعض ونكون واحد في المسيح، وارانا المسيح ورسله كيف نعيش الحق ونحيا البر من خلال اتباعنا لشخصه وتعاليمه.
لماذا نتعب؟
فماذا إذا؟ ولماذا نعيش وما زلنا نخطئ؟ وإذا كان الله الذي اختارنا منذ البدء حسب قصده وحسب مسرة مشيئته فلما الدعوة لان نجاهد وان نتمم خلاصنا... هل لنا يد في خلاصنا؟ اذا فما هو دور الانسان؟؟؟
ان دور الانسان يرتبط بفساد طبيعته, فنحن نحب  الظلمة ونستأنس المرض فهو ما تعودنا عليه فالتغيير متعب والتشكيل مؤلم , نحن نستحسن ان نظل على حالتنا الاولى- حالة السجن وسلطان الموت, فالنور الالهي يزعج اعيننا التي استظلت بغمامة ابليس وقوة القيامة تؤلم ظهورنا التي استراحت بالشلل المميت فالظلمة لا تكشف ما هو باطل والموت اسهل من الحياة وسط آلام التشكيل وعناء المحاولة وتصديق الحق والتعلم من الاله المتجسد كلها امور صعبة الفهم والمشكلة اننا نعيش فكرة الظلمة والموت مسجونين داخل اذهاننا وغير مصدقين لعمل النعمة مثلما سُجن بطل الفيلم داخل ما تعود عليه لمدة 25 عام ولم يعد يقدر ان يعيش واقع الحرية فها نحن امام انفسنا نتلذذ بالظلمة .
ان يد المسيح يسوع هي الوحيدة القادرة على النهوض بنا ظيمة الخطية, وما يؤلمنا هو مقاومتنا لروح الله ومحبتنا لدائرة الظلمة - دائرة راحتنا.
تقديس الروح
من ينقذنا من جسد هذا الموت؟ (رو7: 24) لذلك يدعونا الرسول بولس تمموا خلاصكم بخوف ورعدة افعلوا كما فعل الرسول واسمعوا لكلام السيد فصعب علينا ان نرفس مناخس، صعب علينا ان نخبط في الصخر وتعلو صرخاتنا لله منادية: نحن لا نريد ان تنفتح اعيننا ولا نريد ان نقوم ونمشي ونعيش الحق المحرر. فمن غير الممكن ان نقاوم نعمة الله. لماذا؟ - لان الله هو العامل فيكم ان تريدوا وان تعملوا من اجل المسرة: سوف نتعلم لا محالة وسوف تفتح اعيننا لأننا "ابناء" والله لا يعمل فقط في ظروف ومواقف حياتنا ولكن يعمل ايضاً في ارادتنا كي نتغير الى تلك الصورة عينها لنصير مشابهين صورة ابنه.
فمهما صرخ الابن في وجه ابيه وتذلل له كي لا يذهب الى المدرسة فلن يسمع الاب وسيدخل ابنه الى المدرسة لأنه يعي تماما ان المحبة الحقيقية ليست في تدليل الابن ولكن في تعليمه وتقويمه وهذا ما يفعله الله معنا فهو العامل فينا ان نفكر ونسلك بإرشاد روحه القدوس وليس بهوى عقولنا.
ان مسرة الله ان نمجده,وهذه المسرة ليست عن احتياج او تسلط, بل عن نعمة, فتمجيدنا لله هو طريق الحياة والرجاء بالنسبة لنا, وتمجيدنا لاي امور اخرى في حياتنا, يهوى بنا الى الالم والموت.
لذلك فمسرة الله ان نمجده لكي نُسر ويُسر هو بابنائه, ولكن ما هو الطريق لتمجيد الله؟
لا يمكن ان نمجد الآب دون ان نتمثل بالابن فلابد ان نعيش حياة الابن يسوع المسيح الذي هو الوحيد القادر على تمجيد الآب:
  • فقد مجَّد يسوع المسيح الآب في حياته وتمم كل الوصايا بطاعته وخضوعه لابيه, ورفضه لتجربة ابليس, فتتميم خلاصنا هو ان نكون في المسيح المُتمم للقداسة.
  • ومجده ايضاً في موته على الصليب, فقد اطاع حتى الموت وثابر حتى النهاية,حاملاً خطايانا, وفي وسط خوف ورعدة الصليب صار لنا خلاصا من كل خوف وظلمة, لذلك ونحن في المسيح نتمم خلاصنا ليس بتدين ظاهري, ولكن بموت وبأن نصلب معه ذواتنا. انه كما اخلى ذاته علينا ايضا ان نخلي ذواتنا ونعيش الصليب.
  • وبقيامة يسوع المسيح من الموت اُعلن مجد الآب بالتمام, واعلن في المسيح استرداد البشرية الساقطة بغفران الخطايا, ورجاء الحياة الابدية, ليتحد المسيح بنا ونقوم بقيامته, فلن نتمم خلاصنا دون ان نعيش القيامة ونتحدى طبيعتنا المائتة بقيامة المسيح.
  • لم يتوقف عمل المسيح عند القيامة بل ارسل الروح القدس لكنيسته لتكون جسده, وتعكس صورته وعمله وتكرز باسمه في كل الارض, فعندما نعلن اسم المسيح نتحد بارساليته, ونعيش انجيله, فمن بعيش الفرح يعلن عن الفرح ومن يعيش الظلمة, يتخبط ويذبُل.https://www.facebook.com/notes/magued-g-hakeem/%D8%AA%D9%85%D9%85%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87/345166588858858

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق